السبت، 22 نوفمبر 2008

إصلاح أم تغيير؟


الإصلاح هو اِستبدال ما تَلَف مع الإبقاء علي الوضع الحالي، فإصلاح السيارة لا يؤدي إلي بيعها. أما التغيير فيكون عندما يستحيل الإصلاح لتلف كل الأجزاء والمكونات لدرجة يستحيل معها الاِستبدال، وهو ما يؤدي لزوماً إلي العطب والتوقف التام.هذه المقدمة مُستوحاة من واقع ما يتردد عن الإصلاح في المنطقة العربية. لطالما أسرفت الأنظمة العربية في رفع لافتات التغيير مع ميعاد أي انتخابات، ولو كانت وهمية. لم يحدث التغيير ولم تكن هناك انتخابات؛ اِستمر الركود، وأسِنت المياه في مجتمعات أحوج ما تكون إلي إعادتها للحياة.بعدما ثارت أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، أشارت كل الاتهامات إلي المنطقة العربية لما فيها من بذور العنف والتعصب ورفض التجديد. بدا الإصلاح في المنطقة ضرورة تأكدت جدية التمسك بها مع إزالة طالبان من أفغانستان وصدام من العراق. الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومن يُسمون أصدقاء لا يعرفون إلا الواقع، إلا مصالحهم؛ ليست هناك صداقات شخصية في مستقبل الأمم ولا اِستجابة لنصائح حكيمة. ليسوا سُذجاً، مراكز أبحاثهم هي التي تُقَرِر وتُحدِد الاحتمالات؛ الآراء الاِنفرادية ليست إلا دخان في ريح عاتية.نسيت الأنظمة العربية في صراعها من أجل البقاء التغيير الذي تغنت به، أصبح الإصلاح غُنوتها الجديدة. هل هي صادقة المشاعر في ترديدها لكلماتها؟ هل تكسب الوقت "بالحذاقة" ؟ قد يرحل ساكن الأبيض، وتبقي ريما علي أقدم عاداتِها، هل هو رهانها؟ هل مفهومها للإصلاح هو التعلق بأي قشة تُبقيها في السلطة؟ هل ستتذكر أن لها شعوباً فتطلقها في مظاهرات ضد الإصلاح الخارجي والممارسات الأمريكية؟ ما أكثر ما نادت الشعوب العربية بالتغيير، لم تُسمع، مغلوبة علي أمرها؛ أما الولايات المتحدة الأمريكية فقادرة وعازمة، أحلامُها أوامر.طول البقاء ليس له مكان في دنيا البشر، لكنه في المنطقة العربية واقع مفروض. تولي السلطة له قواعده وأُسسه الثابتة، لكنه في المنطقة العربية بالحيازة الطويلة. هل العالم بغافِل عما تعانيه هذه المنطقة؟ المنطقة العربية تدندن بالمساواة وحقوق الإنسان؛ ملآى هي بكل الانتهاكات والمظالم. إعلامُها يتغنى بالتاريخ، يُفبركه عند الحاجة، هل من شهود عليه؟ إذا صح هذا التاريخ الإعلامي لماذا تدهور الحاضر؟ لا إجابة، لا يوجد من يريدها، الاستمرار في الضباب هو الأنسب.محاولات الإصلاح المزعوم لا تكون بالأحاديث المستمرة، إنها بالأفعال؛ أين النتائج؟ من المؤكد أن الخلل موجود، في النوايا أولاً. لم يعُد هناك من يُصدق كلاماً و لا وعوداً، الشعوب المنسية والعالم القادر علي حد سواء.حرية الرأي ليسن بالمنع والقصقصة واِنتقاء من يكتبون بالطبلة. هل من إحصائيات صحيحة لكم المُرتَجع من الصحف؟ هل من تبرير صادق لتراكمها علي الأرصفة؟ هل ضربها الركود فيما ضرب؟هل يمكن نشر هذه المقالة في صحيفة حكومية عربية؟ قبل الختام والسلام، هل نحن بحاجة لإصلاح أم لتغيير؟ اللهم لوجهك نكتب،،

ليست هناك تعليقات: