الاثنين، 28 ديسمبر 2015

حلالٌ للطلاب حرامٌ على الأساتذة ...

شكاوى الطلاب فيها ما هو عن حق وما هو عن مجافاة للمنطق التربوي والأكاديميفإذا تضرر الطالب من سوء حال المدرجات والمعامل والمكتبات فهو على صواب، إذا ساءه استخدام ألفاظ غير لائقة في محاضرة أو فترة تمارين فهو على صواب، إذا اعترض على عدم مساواة في الامتحان أو تعيينات المعيدين فهو على صواب. لكن إذا كانت الشكوى من انخفاض نتيجة امتحان مادة دُرست كما ينبغي فهو على غير صواب، إذا كانت الشكوى كيدية جماعية عبر فيسبوك وخلافه من مواقع النميمة الاجتماعية فهو مسلك معيب.  

شكاوى الطلاب أصبحت ركنا أساسيًّا في الجودة، التي كرست مع الأسف مفهوم الشكل على الجوهر، تستيف الورق على الإصلاح عن حقرفعت الجودة ناسًا ووضعتهم على مراكز مسؤولية وكأن الرسالة همبك تعيش لك يومين. إذا شكى الطلاب تُشكل لجان وتعقد اجتماعات طارئة وغير طارئة لبحث شكاواهم، وإلا فالبديل تظاهرات أمام أبواب إدارات الكليات والجامعات.  

في المقابل فإن أعضاء هيئات يعانون من تواضع أحوالهم المعيشية والوظيفية، لا المرتبات تكفي حياتهم، ولولا منحة الدكتور مرسي لكانوا والدولة في كارثة، ولا أماكن عملهم بالأدمية. المكاتب في الكليات يتم دهانها وتجهيزها إذا كان شاغلها وزير سابق مثلا، وتترك كإحدى الأثريات عدا ذلك. الجوائز على مستوى الدولة والجامعات تغيب عنها في أغلب الأحوال الشفافية والمصداقية، فلا يُعلم كيف يتم تشكيل لجان منحها، ولا قواعد عملها، ولماذا منعت وحجبت، ولماذا تُحصر في أقسام وأشخاص بعينهم؛ ولا الهوا، وكأنها سر من الأسرار العليا، وعطايا من جيب الدولة لا يجوز النقاش فيها

وتزداد الأمور الجامعية تدهورًا بإسناد مناصب أكاديمية   لمن يفتقدون المقومات الشخصية والإدارية، كالقادمين من إعارات طويلة في دول خليجية تعمل بنظام الطاعة العمياء والسلطة المطلقة للإدارة خاصة على الأجنبي وإلا تذكرة الطائرة جاهزة. أضف إلى ذلك تمكن المشتاقين من كراسي وكذلك الطيعين على حساب أمانة الرأي والمسؤولية. سوء ممارسات الإدارة يفتت الأقسام الأكاديمية في المقام الأول ويشعل الصراعات بين أعضاء هيئات التدريس وهو أسوأ مناخ يمكن تصوره لجامعات من المفترض أن تقوم على الأخلاقيات والعلم

تهتز الوزارات لشكاوى الطلاب. في المقابل، هل يستطيع عضو هيئة تدريس، مساواة بالطالب، أن يشكو ويُسمع؟ من تردي الأحوال، من منح جائزة لغير مستحق وحجبها عنه، من تدابير وملاعيب، من قوانين تُدبج وتُسن خفية. قطعا لالذا تفشى الاغتراب في الجامعات، من احترم نفسه ابتعد وانزوى في مكتبه، مش طالبة قلة قيمة؛ انحصرت أية فعاليات جامعية في منظميها وراغبي اقتناص فرصة


هل أعضاء هيئات التدريس الآن على صنفين، بط أبيض وبط أسود ؟!! المثير للأسى أن يكون عضو هيئة التدريس تحت رحمة شكوى كيدية من هنا أو من هناك ...






Twitter: @albahary

ليست هناك تعليقات: