الجمعة، 27 يونيو 2014

بلطجية فوانيس رمضان ليلة التنصيب .. وتمثيليات الإزالة

أقيم في منتصف ليل ٢٠١٤/٦/٨ سرادق عشوائي لبيع فوانيس رمضان وذلك عند تقاطع امتداد أبي داود الظاهري مع شارع الطاقة بالحي الثامن من مدينة نصر، بجوار النادي الأهلي وأمام مدينتي القضاة والمبعوثين. منتهى الفوضى والعشوائية والبلطجة وانتهاز الفرص، وكأن البلد غابة مفتوحة، لا اعتبار فيها لمرور ولا لأمن ولا لنظافة ولا لسرقة فاجرة للتيار الكهربائي، وكلُه ليلة التنصيب والدنيا ضَلمة والناس نايمة والشرطة مشغولة. تخطيط وتكتيك وفتاكة ونصاحة، من أقاموا السرادق شايفينها كده. 

نفس المكان يسكنه كل مناسبة من رمضان أو عيد أو موسم، عند المسلمين والمسيحيين، من يقيم خيمة من بطانيات ويسكن الحديقة الموجودة بالشارع مع مراته وعياله، يبيع طراطير وبمب وحاجات ممكن تقرمش!! هل هناك توصيف غير فعل فاضح في الطريق العام وقلة أدب وتناحة وبرادة وتلامة؟!! 

أصبح أكل العيش عنوانًا للبلطجة، م الآخر كدة. 

هل هناك دولة؟ أم أنها أُسقطت بوضع اليد؟

في السُقوطِ عِظاتٌ وبقدرِ الآمالِ يكونُ الغضبُ

السُقوطُ هو الوقوعُ من عَلٍ، والجديد؟ هو تغيرُ الحالِ من حسنٍ لسيئ، من جاهٍ وسلطانٍ لبؤسٍ وسجونٍ، من عزٍ ورفاهيةٍ لحاجةٍ وفقرٍ والعياذُ بالله. السقوطُ يكونُ لسوءِ التدبيرِ ولغدرِ الزمانِ وقانا الله غدرَه. شَهدَت دولٌ عربيةٌ سقوطَ حكامِها، لكن مصر تفوقَت، أسقَطَت  إثنين منهم في ثلاثةِ أعوامٍ لتدخلَ موسوعةَ القياسياتِ.  لابدَ أن تكونَ العِظةُ  إذن مَظلةَ من يتصدرُ لحكمِها ومفتاحًا لفهمِ طبيعةِ شعبِها بعد أن استغفَلَه من سقَطا. 

العجيبُ، أن الحاكمين الذين سَقَطا تَشابها في أهم أسبابِ السقوطِ، وهي سوءُ الاختيارِ،  سواء كان اختيارُ الوجوهِ التي تمثلُ النظامِ في السلطةِ التنفيذيةِ أو في البطانةِ التي تحيطُ بالكيانِ الرئاسي، ولا أحبُ مصطلحَ مؤسسةِ الرئاسةِ، فهي لم تكنْ  إلا تكيةً، أما الكيانُ  ففيه الصَلِبُ وفيه الهُلامي، وقد كان هلاميًا بامتياز.  أسلوبُ اختيارِ من تَصدَروا للمسؤوليةِ والكاميرات والإعلامِ عَكَسَ فكرًا خائبًا، بالتَجربةِ، مَرَتان مُرَتان.  

في فترةٍ طالَت لحسني مبارك اِنمحى في سنواتٍ قليلةٍ ما قد يُعتبَرُ حسنًا، إنتقاءُ  الوزراءِ والشخصياتِ العامةِ في مجلسي الشعبِ والشورى والجامعاتِ ومؤسساتِ الدولةِ غَلَبَ عليه طابعُ المعاندةِ والمكابرةِ وتأديبِ النَّاسِ، حتى يظهرُ الرئيسُ بطلًا لما يزيحُ متجبرًا عَيَنه بنفسِه على كرسيه؛ من عُيِّنوا كانوا مجردَ أدواتٍ للتجميلِ، تجميلُ سيادةِ الرئيسِ.  وزارتٌ تَدخُلُ كلَ بيتٍ تولاها من حَوَلوا حياةَ المصريين لتوترٍ وقلقٍ ونقمةٍ وعكننةٍ، فكرهوا الوزراءَ والنظامَ كلَه والحاكِمَ الذي عَيَنَهم وثاروا عليه قبل أن يثوروا عليهم. رؤساءُ جامعاتٍ يُخانقون أنفسَهم، وعمداءُ كلياتٍ من الجُبِ نُصِبوا وكأن المحترمين من الكفاءاتِ اِختفوا، لقد اِختفوا فعلًا، لكن من القرفِ. إعلاميون وكتابٌ اِمتهنوا النفاقَ غَيَبوا عن الحاكمِ بأمرِه الحقيقةَ، لم يَنقِلوا له أن النظامَ الذي تُكرَه وجوهُه يَسقُطُ.  أسلوبُ تأديبِ المصريين ومعاندتِهم هو عنوانُ مرحلةٍ طالَت بلا منطقٍ، فثاروا كما يوجِبُ المنطقُ. 

أما في فترةٍ لم تطلْ لمرسي، فقد سادَ منطقُ القبيلةِ، قبيلتي أولًا وأخيرًا، وكأن الشعبَ غَيرُ موجودٍ، ومش فاهم؛ وجوهٌ شتامةٌ كارهةٌ صارِخةٌ زاعقةٌ، انفَتَحَ لها كلُ بابٍ، نَفَّرَت الناسَ من عيشتِها، حتى كان يومُ السادس من أكتوبر ٢٠١٢ القَشَةَ التي أسقَطَت نظامًا خًطَطَ للبقاءِ الأبدي.  في هذا اليوم إحتَلَ مِنصةَ الاِحتفالِ من أفسَدوا عُرسَه وقَتلوا ودَمروا، هكذا عيني عينك، وكأن مصر بلا عقلٍ ولا وعي ولا شعبٍ؛ المصري لا ينسى أبدًا، يتذكرُ ويُخرجُ المستخبي عند الضرورةِ. كلُ أهلِ القبيلةِ من وزراءٍ ومسؤولين لم يخطرْ الرحيلُ ببالِهم، فارتكبوا ما اقترَفَه صنائعُ حسني مبارك من تجَبُرٍ وتجاهُلٍ للمشاعرِ العامةِ، بنفسِ التعامي ونفس الاستغفالِ. 

الآن، الإعلامُ يَجترُ الوجوهَ القديمةَ من وزراءٍ وسياسيين، يُفرِدُ لهم الساعاتٍ، وكأنهم نَجَحَوا وأنجَزَوا؛ هل لجذبِ الإعلاناتِ؟ هل هي بالوناتُ اِختبارٍ لجَسِ نبضِ تجربةِ عودتِهم من تاني؟! هل هي وصايةٌ وكأنهم مستودعُ الحكمةِ والخبرةِ؟!  تَجمعاتٌ طفيليةٌ من وجوهٍ سابقةٍ كُرِهَت ورُفِضَت تسطو على المشهدِ بتجمعاتٍ فارغةٍ مثل جبهةِ حُماةِ الثورةِ، والدبلوماسية الشعبيةِ، وتجمعُ كذا وهيئة كذا، وكُلُه باسمِ الثورةِ وفي حبِ مصر!!

لمن يحكُمُ مصر، البطانةُ قبل الطريقِ، للنِفاقِ مُحترفوه،  وللوصولِ بأي طريقٍ ناسُه، طولُ بقاءِ أشخاصٍ ليس مبرِرًا لاستمرارِهم، هناك من طالَ بهم الأمدُ لعقودٍ، كلُ لجانِ المجلسِ الأعلى للجامعاتِ وشللياتِ الوزراءِ السابقين، كلُ لجانِ التربيةِ والتعليمِ، وغيرُها وغيرُها، يتغيرُ رأسُ الدولةِ مَرةً من بعد مَرةٍ وهم باقون، وزراءٌ سابقون يُخَطِطون للتعليم العالي لعام ٢٠٢٠!!  ليه، وبأمارة إيه؟!! حاجة تِفقع.  

نظامٌ جديدٌ، لا بدَ أن يَكسِرَ الدوائرَ المُغلقةَ التي تُسيطرُ على القرارِ وتتداولُ فيما بينَها الكراسي، حتى يبقى كل من فيها في السلطةِ والمنفعةِ.  شعبُ مصر فقدَ قدرتَه على الصبرِ، أصبحَ مَلولًا غضوبًا من فرطِ ما تَحملَ وانتَظرَ، الرِهانُ على صبرِه وشدِ حزامِه يستحيلُ، لكنه فقط في كيف يُتَقى غَضَبُه،،

المصريون يَذرُفون الدمعَ في حبِ وطنِهم، لكن دموعَهم عزيزةٌ في مواجهةِ الظلمِ والتجَبُرِ والاستبدادِ،،

مُتَلَطِعٌ ونَطْعٌ

المتلطعُ هو الواقفُ على الأبوابِ والموائدِ دون دعوةٍ، يريدُ المنفعةَ وملءَ البطنِ  بأية وسيلةٍ، ولا يَهمُه أن يُهانَ بكلمةٍ أو نظرةٍ. أما النَطعُ فهو المُتَشَدِقُ في الكلامِ، بُقٌ كبيرٌ والسلام.  خَطَرَ المُتَلَطِعُ والمُتَنَطِعُ ببالي وأنا أشاهدُ الانتخاباتِ الرئاسيةَ، اليومُ يومُهم، والفرصةُ لهم، هكذا يرون، غصبًا عن الرأي فيهم، والاحتقارِ والقَرفِ، ذَكَروني بأنفسِهم في أزمنةٍ وأمكنةٍ ليست بالضرورةِ سياسيةٍ. المتلطِعون والأنطاعُ يظهرون في كلِ التجمعاتِ بالوجه الذي يناسبُها، شابًا أو حكيمًا، وكذلك باللسانِ، ثائرًا أو عاقِلًا، وأيضًا بالصوتِ، أحيانًا صارخًا وأخرى خفيضًا،  لكل ِ مقامٍ مقالُه ولكلِ زمانٍ شعاراتُه وحركاتُه وتمثيلياتُه ومسرحياتُه وأفلامُه وأشعارُه وأزجالُه. 

المتلطِعون والأنطاعُ يستشعرون الاتجاهَ العامَ وعليه يضبطون الإيريال، قرون استشعارُهم تتجه نحو الزحمةِ الرائجةِ، إذا تطَلَبَ الأمرَ أن يكونوا شبابًا، فهم الشبابُ كلُه، وإذا  كانت الضرورة تحتاج شعرًا أبيضًا فهم جاهزون وما أحلى وأسهل لو كانوا صُلعًا؛ يهاجمون ويدافعون، يثورون ويفورون حسب القَعدة والتَجَمُع، لا لونَ لهم، المهمُ منفعتُهم الخاصةُ، كرسي أحلامِهم هو هدَفُهم الوحيدُ من أي لمَةٍ وتحت أي شعارٍ ولافتةٍ. من انتهى زمانُهم ومن يريدون أن ينهبوا ما يظنونه زمانَهم وآوانَهم ودورَهم، هم أبطالُ فيلمٍ ردئٍ ما له من عنوانٍ إلا المتلطعُ والنطعُ. 

وزراءٌ، سياسيون، إعلاميون انتهى زمانُهم  وعمرُهم الافتراضي قَبوا من جديدٍ، مُرتَزقةٌ ومنافقون من كلِ لونٍ، من الجامعاتِ والإعلامِ ومن غيرِها، يَرونها فرصةً لتَصَنُعِ الشبابِ والثوريةِ، وكلُ رصيدُهم لا  يحتوي إلا النفاقَ والادعاءَ والكذبَ والتلون. من لزوم الشبابِ والروشنة التلَطُعُ على فيسبوك، المتنطعون إذن هم الشبابُ كلُه ومفيش مانع أبوه وأمه، كلامُهم الزائفُ وثوريتُهم المُزورةُ وحكمتُهم الخبيثةُ، تفضحُهم وكذلك سخافتُهم ولزوجةُ دمِهم بما يتجاوزَ المعتادَ. بالمناسبةِ كم تجمعٍ حملَ اسمَ حُماةِ الثورةِ ومجلسِ أمناءِ الثورةِ؟! ليه وبأي أمارةٍ، خناشيرًا كُنْتُمْ أو شبابًا؟!

المتلطِعون والأنطاعُ تجمعُهم صفةً لا بدَ منها، وهي تَصَورُ الألمعيةِ والذكاءِ وتغفيلِ الآخرين، قمةُ الغباء، مفهومين ومفقوسين، تاريخُهم وكلامُهم وحركاتُهم في كلِ ذاكرةٍ، لكنهم من غبائهم الشديد لا يفهمون أن الكلَ يعلمُ أنهم متلطعون أنطاعٌ.  

لكن، الأهمُ آلا ينالُ أي متلطعٍ ونَطْعٍ مرادَه،،



Twitter: @albahary      
      

الاثنين، 2 يونيو 2014

مهرجان كان 2014: خليفة جوناى يدرك أخيرآ السعفة الذهبية

الملصق الرسمي لكان ٦٧ بصورة مارشيللو ماستروياني من فيلم٨،٥ عام ١٩٦٣
ربما لم يلتفت أحد فى مسيرة عبقرى السينما العالمية التركى نورى بلجى سيلان إلى التناص الواضح فى عناوين أفلامه مع تحف خالدة حققها المعلم الكبير إنجمار برجمان في فيلمه "مناخات" (2006) الذى مثله مع زوجته إيبرو تشابه العنوان مع فيلم برجمان "طقوس" ثم جاء فيلمه "ثلاثة قرود"(2008) وفيلم برجمان "ثلاثة أنماط غريبة" وأخيرآ فيلمه "حدث ذات مرة فى الأناضول" (2011) الذى يصل لمرحلة التضاد مع فيلم برجمان "هذا ما لا يمكن حدوثه هنا".

لذا لم يكن مفاجئآ قول فنان السينما الأمريكية كوينتن تارانتينو لدى تسليمه السعفة الذهبية إلى سيلان  عن فيلمه "البيات الشتوى" الذى عاد فيه إلى التناص مرة أخرى مع تحفة برجمان "ضوء الشتاء"  أن سينما سيلان صعبة ومعقدة بما فيه الكفاية بالنسبة إليه كمخرج لكنها جديرة بالإهتمام والمتابعة    إذ أنها تجسد ما وصلت إليه مرحلة حديثة من الفكر السينمائى كما سبقته رئيسة لجنة التحكيم المخرجة جين كامبيون الحاصلة على السعفة الذهبية عام 1993 مناصفة مع فيلم شين كايجى "وداعآ محظيتى" بقولها إنه لو إمتد زمن الفيلم (ثلاثة ساعات وربع) ساعتين أخرتين لدرجت على متابعته بمنتهى الشغف وأبدت إعجابها الشديد بشخصية الشقيقة فى السيناريو الذى كتبته إيبرو زوجة جيلان والتى قامت بأدوار البطولة فى أشهر أعماله وأهمها "ثلاثة قرود".

نوري سيلان
هكذا وبعد تتويجه بالجائزة الكبرى مرتين أعوام 2002 و2011 عن فيلميه "مسافات" و"حدث ذات مرة فى الأناضول" وأفضل مخرج عام 2008 عن "ثلاثة قرود" يسترد سيلان  السعفة الذهبية للسينما التركية عام مئويتها بعد 31 عام من فوز مواطنه الأبرز يلمظ جوناى بالسعفة الذهبية عن فيلمه "يول" وكان لافتآ أن المخرج الذى حرر إنطباعات ممثليه بتلقائية على الشاشة راصدآ ملامح الإنهيار والتداعى فى أرواحهم بأعماله السابقة متأثرآ بأعمال برجمان النازعة للجدار الحاجب لما تعتريه النفس البشرية من ظلمات موغلة فى السيرورة أهدى فيلمه إلى شباب بلاده الذين فقدوا أرواحهم فى ساحة ميدان تقسيم إزاء القمع الدموى للسلطات.


أليس رورواشر
وسلمت أيقونة السينما الإيطالية صوفيا لورين الجائزة لكبرى إلى مواطنتها أليس رورواشر عن فيلمها "عجائب" والتى قامت ببطولته مونيكا بيلوتشىوإلتفتت لجنة التحكيم إلى مدى التغير الذى طرأ على أفكار أحد أقوى "المخربين" فى تاريخ السينما بعد رحيل لوى بونويل, جان لوك جودار بعد إتجاهه إلى تقنية البعد الثالث فى جديده "وداعآ للغةجائزة لجنة التحكيم الخاصة مع الكندى الشاب إكزافيه دولان عن فيلمه "مامى" والذى أحدث صدى واسعآ لدى عرضه فى الأيام الأخيرة للمهرجان.    

فيما ذهبت جائزة السيناريو إلى الفنان الروسي أندريه زفياجينتسيف عن فيلمه "ليفيافان" وسبق له الفوز بالجائزة الكبرى عام 2003 عن فيلمه "العودة" وكان قريبآ من السعفة الذهبية عام 2007 عن فيلمه "النفى/الإقصاء" ولا ينسى عشاق السينما عمله المتوهج "إلينا" عام 2011.

وفى أول مشاركة له بالمهرجان فى المسابقة الرسمية فاز المخرج الأمريكى بينيت ميللر بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه "صائد الثعالب" والذى عاد فيه للتعاون مع كاتب السيناريو دان فاترمان والذى بلور تحفته السابقة "كابوت" عام 2005 التى قادت الراحل فيليب سيمور هوفمان للتتويج بالأوسكار, وإلى جانب إطلالة فانيسا ريدجريف الأسطورية يقود ميللر إنقلابآ كاملآ على بطله ستيف كاريل ويمنحه دورآ دراميآ حقيقيآ بعيد كل البعد عن أدواره الكوميدية السابقة.

جوليان مور
وسقطت جائزة أفضل ممثلة فى قبضة أحد أهم الممثلات الخالدات فى ترشيحات الأوسكار إلى جانب هولى هانتر, إيما تومسون وكيت بلانشيت حيث فازت جوليان مور, التى يحلو لها بين الفينة والأخرى أن تفاجئ نفسها قبل أن تفاجئ المخرجين الذين تعمل تحت إدارتهم, عن دورها فى فيلم ديفيد كرونينبرج "خرائط للنجوم" الذى تجسد فيه نجمة سينمائية تتابع مسيرتها وقد نضبت عنها الأضواء وكم كان كرونينرج محقآ حين ذكر إنه صعق من حجم الشجاعة التى تملكتها جوليان مور  حال تجسيدها للدور.

تيموثي سبول
مونيكا بيلوتشي
وسلمت فنانة السينما الإيطالية مونيكا بيلوتشى جائزة أفضل ممثل إلى البريطانى المسرحى تيموثى   سبول عن تجسيده لشخصية الرسام ويليام تيرنر فى فيلم مايك لى "مستر تيرنر" وقد تعجب سبول لدى تقبله الجائزة عن تلك القدرة الهائلة التى إنتابته لدى أدائه الدور رغم أنه مصاب باللوكيميا منذ سنوات قليلة وهو دائم الحضور فى سينما مايك لى ويعتبر ثانى ممثل يقوده مايك لى للجائزة بعد بريندا بليتين عام 1996 عن فيلمه الفائز بالسعفة الذهبية "أسرار وأكاذيب" من لجنة تحكيم بقيادة فرانسيس فورد كوبولا.

أخيرآ على الناقد الخبير ورئيس المهرجان الشهير الذي لم يتوان بعد إعلان النتائج عن التقليل من المستوى الفنى للفيلم الفائز بالسعفة الذهبية والتعجب من دمج إسم جودار مع المخرج الشاب دولان فى جائزة لجنة التحكيم الخاصة الإجابة على السؤالين التاليين:
أولآ، لماذا لم يتناول فى رسالته الصحفية شبه اليومية فيلم نوري سيلان "البيات الشتوى" خاصة أنه كان هناك متسع من الوقت حيث عرض الفيلم ثالث أيام المهرجان؟
ثانيآ، متى وأين قد ضبط سيادته أعضاء لجنة التحكيم متلبسين بتهمة وضع فارق العمر فى الإعتبار عند تقييم المستوى الإبداعى فى لغة السينما؟
                                                                                 
 بقلم  أيمن فتحى

الاثنين، 19 مايو 2014

فودافون ؟!!

جاءتني فاتورة المحمول من شركة فودافون لشهر ابريل ٢٠١٤ بمبلغ ٥٠٨،٨٦جم، منهم ٣١٧،١٦جم قبل إضافة الضرائب مقابل استخدام الإنترنت، صُعِقت واسبهليت وبَلَمت وتَنَحت، ولما استجمعت برودة الأعصاب اتصلت برقم ٨٨١. يا إخواننا هذه الفاتورة لا تتناسب مع استهلاكي الشهري، لقد كنت بلبنان  لمدة ثلاثة أيام والتليفون كان مقفول، وقد أغلقت Data Roaming و Push Notification، والفاتورة بتقول كده، طيب سنراجع وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة. من يراجع على من؟ أنتم خِصم وحَكَم، تراجعون على أنفسكم أم تلفقون ردًا للهط مبلغ بدون وجه حق!! المهم جاء الرد كما توقعت، الفاتورة صح، طيب ممكن أعرف مواقعِ الإنترنت التي دخلت عليها؟ مش قادرين نعرف او نحدد!! 

على رأي عادل إمام في إحدى مسرحياته، فاتورة تليفون بدون وجود تليفون!! ماذا تسمى ممارسات شركات المحمول تلك؟ هل هناك من يهتم بالمستهلك المصري المظلوم دائمًا؟ أرجو ذلك لذا تقدمت بهذه الشكوى،،

Twitter: @albahary

الصرصار الصغير ...


قَلَب الإعلامُ الدنيا عن مخترع في المرحلة الثانوية اختارته شركة إنتل العالمية لعرضِ تفتقاتِ ذهنِه،  كلامٌ جَميلٌ لو كان صحيحًا، لكنه منتهى الفشنك والهجص والجهلِ بتلك المسابقاتِ، رُوِجَت حكاية الظلمِ الذي واجهه في سبيل عَرضِ اختراعِه. الإعلامُ يصنعُ الأصنامَ ويطالبُ بعبادتِها، كل من معه ميكروفون وجلَسَ أمام كاميرا تصورَ في نفسِه العبقريةِ ورجاحةِ الرأي، أصيبَ بجنونِ العظمةِ، وتخيلَ أن أحلامَه أوامرٌ.  طالب السبعة عشر عامًا، لا يمكنُه اختراع ما يفوزُ لأنه بمنتهى الصراحة والواقعية لا يملك الإمكانات العلميةَ والماديةِ التى تؤهلُه للمنافسةِ الحقيقيةِ، نفس الطبل والزمرِ لكلِ من يدعي اكتشافاتِ ولابدَ أن تكونَ مصحوبةً باضطهاد حتى يكتملُ السيناريو المعتاد، هل نسينا مستشار رئيس الجمهورية العلمي الذي سبق ولعب نفس المسرحية وفلسَع؟! 

الغريب أن نهجَ التهييضُ أصبحَ في الدمِ، ويدخلُ فيه اللقاءات التي تسمى تجديد النخبة!! كلامُ لا يُبلعُ ولا يهضمُ، لقاءات مع خريجي هارفارد والسوربون، لأن من تعلموا في مصر لا يفهمون، أنسينا النشطين إياهم الذين فُتِحَت أمامهم وسائل الإعلام ثم انكشفوا وبانوا وانفَضَحَت لغتُهم ومصطلحاتُهم؟! في الدولةِ الآن من يتصورون أنهم يجددون النخبةَ ويأتون بغيرِها، حاجة تقطع القلب وتقرف!!  شيزوفرينيا؟! الوجوه الإعلامية تريد بقاءها بأي شكل ولو باختراع أشخاص وقضايا، حكاوي وروايات دون الرجوع للحقيقةِ، دون تعبِ السؤالِ والمراجعةِ، وأغلب الأحيانِ تكون البمبكة والفرقعة هي الغاية الوحيدة.  

ظهرَت في مجتمعنا بكلِ مؤسساتِه طائفةٌ ممن يدَعون العبقريةَ ويريدون أن نبلَعها بالعافيةِ، مبدعون بوضعِ اليدِ في الجامعاتِ وغيرِها، جوائز فشنك حصلوا عليها من مصر ومن خارجها، ومؤلفاتٌ في دورِ نشرِ تحت السلم، والمفروض علينا أن نصدقَ بالعافية!! عقليةُ تَصَورِ النصاحة وجهلِ الآخرين وتغفيلهم هو نمطُ فكرٍ خائبٍ  في مجتمعٍ غيرِ جادٍ.  المخترعون عندنا بالكوم، وكذلك السياسيون والإعلاميون والفلاسفة وبتوع الاقتصاد، دلالةٌ أكيدةٌ على إفلاسٍ في السياسة والعلمِ والفلسفةِ والاقتصاد، وفي كلِه. 

الصرصار هَرَبَ صَدقَ نَفسَه وشَتَم، اشربوا، مخترعٌ صغيرٌ!!  ليس إلا صرصارًا، هو ومن رَوَجَ له، وغنى له، وكلُ من على شاكلتِه من مدعي العبقريةِ التي جَرتنا للوراء بسرعةِ الصاروخ. آآآه من أمةٍ ضَحَكَت من صراصيرِها الأممُ،،

Twitter: @albahary 

زيارة السيدة جَودة ...

هل تذكرون فيلم زيارة السيد الرئيس، وكيف انقلبت الدنيا على بوزها وتلونت وتزقزقت حتى يرضى سيادته وينفَح رضاه السامي على الجميع؟ هذا بالضبط ما يحدث عندما تأتي لجان الجَودة والاعتماد إلى الكليات والمعاهد.  شركات تُستأجر للنظافة ودهان للحوائط والأرضيات وقصاري زرع تُنشر في طريق مرور السيدة جَودة. أضف إلى ذلك آلاف الأوراق والملفات عن استيفاء العملية التعليمية لكل الأسس والقواعد العالميةِ، وكأن الورق حصل فعلًا، والطلاب فهموا وتعلموا وحضروا، وكأن أعضاء هيئاتِ التدريس دَرَسوا فعلًا ما يدخل في تخصصاتِهم.  هذا غير الاجتماعات التي تُنصَبُ لتلقيمِ وتلقينِ ما يجبُ أن يقوله أعضاء هيئاتِ التدريسِ لما تَجلسُ معهم السيدة جَودة هانم كاف. طوارئ، ولا صوتُ يعلو فوق صوتِ المعركةِ، كُلُه مُسخرٌ للزيارةِ الساميةِ، ورضا الإدارةِ لمن يشتركُ معها في الترتيباتِ والتضبياطاتِ، ونَفَع وستَستَنفعُ. 

لا ننكرُ أن مجهوداتٍ بُذِلَت لتطويرِ البنيةِ التحتيةِ بالكلياتِ الطامحةِ في الحصول على الجودةِ والاعتمادِ، فدوراتُ المياه يُمْكِنُ  دخولُها في حالةِ وجودِ مياه، والنظافةُ حصلَت وليتها تستمر لما بعد زيارةِ السيدة جودة هانم. لكن خارج إطارِ البنية التحتية، أي العمليةُ التعليميةُ والإداريةُ لم ينصلحْ الحالُ، إن لم يكن ساءَ. فمن الناحية الإدارية أدت انتخابات الإدارات الجامعيةِ إلى الشلليةِ والتحزُباتِ وكَهربة أجواء العمل، من ليس معي هو ضدي، وظهَرَ ببجاحةِ خبراءُ النفاقِ، ما بين مشاركةِ في الدعاياتِ الانتخابيةِ، أو الحَليطةِ في الفاضيةِ قبل المليانةِ، ومفيش مانع من إضافة أسماء البعضِ من الإدارةِ في أبحاثٍ لم يساهموا فيها، ولو كانت فشنك كالمعتاد، لكنه فن النفاقِ، في الجامعاتِ أيضًا مع الأسف. كم من الأقسامِ يترأسُها العميدُ فعلًا، تاركًا الاسم لرئيس القسمِ؟! 

أما العمليةُ التعليميةُ والبحثيةُ ففيها من المثالبِ الشئُ الكثيرُ، من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ من يُدَرِسون في غيرِ تخصصاتِهم العلميةِ وكأن مرحلة البكالوريوس سداح مداح، وأن الجامعةَ لا تعدو كونها مجموعةً من أساتذةِ الكشكولِ، يدخلون أي مادة ويفهمون في كل شئ، منتهى الإهدارِ لكلِ ما يتصلُ بالعمليةِ التربويةِ والتعليميةِ.  الدراساتُ العليا والبحث العلمي، حالُها حالٌ، والشاهدُ الدورياتُ العلميةُ المتواضعةُ آلتي تصدرُها الجامعاتُ وتنشرُها بالمقابلِ دورُ نشرٍ أجنبيةٌ تتبرأُ صراحةً من محتواها!! فلوسٌ مُهدرةٌ في مقابل المنظَرة!! أما الدراساتُ العليا والتسجيلُ للدرجات العلمية فنفس الابتلاءِ، انتهاكٌ للتخصصاتِ العلميةِ، من متخصصٌ في ماذا، مش مهم.  

طبعًا البرامجُ الخاصة بالجامعاتِ، جامعةٌ داخل الجامعة، قواعدٌ مختلفةٌ، وأعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ يُختارون بعينِهم، دون غيرهم، فلوسُهم من ناحيتين، من التدريس أبو بلاش لطلاب التعليم المجاني، ومن التدريس لطلابِ الخاص الحكومي، واضرب دماغك في الحيط يا مفقوع.  وهناك من يَنصَبُ اهتمامُهم على التدريس أبو فلوس، ولو كانوا من إداراتِ الكلياتِ، تدريسٌ وهميٌ إشرافيٌ في التعليم المجاني، وبالساعاتِ في الخاص الحكومي.

وخد عندك، حتى التدريس لمن هم فوق السن في مرحلةِ البكالوريوس للبعضِ دون البعض، طبعًا الحجة الفاضية هي أنها قراراتُ مجالسِ الأقسامِ، وكأن الكلياتِ بلا سياسة عامة!! 

كلُ الكلياتِ المتقدمةِ للحصولِ على الاعتمادِ في سلةٍ واحدةٍ، نفسُ الممارساتِ والمهرجاناتِ استقبالًا لزيارة السيدة جودة هانم البيرقدار كاف، طبعًا، أعضاءُ هيئاتِ التدريس والموظفين والطلاب سُذَجٌ ومش فاهمين، ومُصدِقين أن المهرجاناتِ ستستمرُ لما بعد الزيارة، وستبقى قصاري الزرع!! الجودة فعلًا فيها منفعةٌ للإداراتِ، وسيلةُ انتشارٍ ومن يعرفُ ما هو آتٍ في قادمِ الأيامِ. 

التعليم العالي وغير العالي، تحكمهُما نفس الوجوه من عشرات السنين، إبيضَ الشَعرُ، ولا يزالون في نفس الفيلم العربي الأبيض وأسود، نفس الحركات، ونفس ورش العمل، ونفس الكلمات، ونفس الإبعاد والتقريب!!


الست جَودة لا تَرى غير ما يُراد لها، وللأسف، هل أتساءل سَبوبة من هي؟! الله الله يا ست،،

الساكتُ والعميان عما يرى شيطانٌ أخرس، تُرى من أقصد؟ نفسي؟


Twitter: @albahary