الاثنين، 19 مايو 2014

فودافون ؟!!

جاءتني فاتورة المحمول من شركة فودافون لشهر ابريل ٢٠١٤ بمبلغ ٥٠٨،٨٦جم، منهم ٣١٧،١٦جم قبل إضافة الضرائب مقابل استخدام الإنترنت، صُعِقت واسبهليت وبَلَمت وتَنَحت، ولما استجمعت برودة الأعصاب اتصلت برقم ٨٨١. يا إخواننا هذه الفاتورة لا تتناسب مع استهلاكي الشهري، لقد كنت بلبنان  لمدة ثلاثة أيام والتليفون كان مقفول، وقد أغلقت Data Roaming و Push Notification، والفاتورة بتقول كده، طيب سنراجع وسنرد عليك خلال ٢٤ ساعة. من يراجع على من؟ أنتم خِصم وحَكَم، تراجعون على أنفسكم أم تلفقون ردًا للهط مبلغ بدون وجه حق!! المهم جاء الرد كما توقعت، الفاتورة صح، طيب ممكن أعرف مواقعِ الإنترنت التي دخلت عليها؟ مش قادرين نعرف او نحدد!! 

على رأي عادل إمام في إحدى مسرحياته، فاتورة تليفون بدون وجود تليفون!! ماذا تسمى ممارسات شركات المحمول تلك؟ هل هناك من يهتم بالمستهلك المصري المظلوم دائمًا؟ أرجو ذلك لذا تقدمت بهذه الشكوى،،

Twitter: @albahary

الصرصار الصغير ...


قَلَب الإعلامُ الدنيا عن مخترع في المرحلة الثانوية اختارته شركة إنتل العالمية لعرضِ تفتقاتِ ذهنِه،  كلامٌ جَميلٌ لو كان صحيحًا، لكنه منتهى الفشنك والهجص والجهلِ بتلك المسابقاتِ، رُوِجَت حكاية الظلمِ الذي واجهه في سبيل عَرضِ اختراعِه. الإعلامُ يصنعُ الأصنامَ ويطالبُ بعبادتِها، كل من معه ميكروفون وجلَسَ أمام كاميرا تصورَ في نفسِه العبقريةِ ورجاحةِ الرأي، أصيبَ بجنونِ العظمةِ، وتخيلَ أن أحلامَه أوامرٌ.  طالب السبعة عشر عامًا، لا يمكنُه اختراع ما يفوزُ لأنه بمنتهى الصراحة والواقعية لا يملك الإمكانات العلميةَ والماديةِ التى تؤهلُه للمنافسةِ الحقيقيةِ، نفس الطبل والزمرِ لكلِ من يدعي اكتشافاتِ ولابدَ أن تكونَ مصحوبةً باضطهاد حتى يكتملُ السيناريو المعتاد، هل نسينا مستشار رئيس الجمهورية العلمي الذي سبق ولعب نفس المسرحية وفلسَع؟! 

الغريب أن نهجَ التهييضُ أصبحَ في الدمِ، ويدخلُ فيه اللقاءات التي تسمى تجديد النخبة!! كلامُ لا يُبلعُ ولا يهضمُ، لقاءات مع خريجي هارفارد والسوربون، لأن من تعلموا في مصر لا يفهمون، أنسينا النشطين إياهم الذين فُتِحَت أمامهم وسائل الإعلام ثم انكشفوا وبانوا وانفَضَحَت لغتُهم ومصطلحاتُهم؟! في الدولةِ الآن من يتصورون أنهم يجددون النخبةَ ويأتون بغيرِها، حاجة تقطع القلب وتقرف!!  شيزوفرينيا؟! الوجوه الإعلامية تريد بقاءها بأي شكل ولو باختراع أشخاص وقضايا، حكاوي وروايات دون الرجوع للحقيقةِ، دون تعبِ السؤالِ والمراجعةِ، وأغلب الأحيانِ تكون البمبكة والفرقعة هي الغاية الوحيدة.  

ظهرَت في مجتمعنا بكلِ مؤسساتِه طائفةٌ ممن يدَعون العبقريةَ ويريدون أن نبلَعها بالعافيةِ، مبدعون بوضعِ اليدِ في الجامعاتِ وغيرِها، جوائز فشنك حصلوا عليها من مصر ومن خارجها، ومؤلفاتٌ في دورِ نشرِ تحت السلم، والمفروض علينا أن نصدقَ بالعافية!! عقليةُ تَصَورِ النصاحة وجهلِ الآخرين وتغفيلهم هو نمطُ فكرٍ خائبٍ  في مجتمعٍ غيرِ جادٍ.  المخترعون عندنا بالكوم، وكذلك السياسيون والإعلاميون والفلاسفة وبتوع الاقتصاد، دلالةٌ أكيدةٌ على إفلاسٍ في السياسة والعلمِ والفلسفةِ والاقتصاد، وفي كلِه. 

الصرصار هَرَبَ صَدقَ نَفسَه وشَتَم، اشربوا، مخترعٌ صغيرٌ!!  ليس إلا صرصارًا، هو ومن رَوَجَ له، وغنى له، وكلُ من على شاكلتِه من مدعي العبقريةِ التي جَرتنا للوراء بسرعةِ الصاروخ. آآآه من أمةٍ ضَحَكَت من صراصيرِها الأممُ،،

Twitter: @albahary 

زيارة السيدة جَودة ...

هل تذكرون فيلم زيارة السيد الرئيس، وكيف انقلبت الدنيا على بوزها وتلونت وتزقزقت حتى يرضى سيادته وينفَح رضاه السامي على الجميع؟ هذا بالضبط ما يحدث عندما تأتي لجان الجَودة والاعتماد إلى الكليات والمعاهد.  شركات تُستأجر للنظافة ودهان للحوائط والأرضيات وقصاري زرع تُنشر في طريق مرور السيدة جَودة. أضف إلى ذلك آلاف الأوراق والملفات عن استيفاء العملية التعليمية لكل الأسس والقواعد العالميةِ، وكأن الورق حصل فعلًا، والطلاب فهموا وتعلموا وحضروا، وكأن أعضاء هيئاتِ التدريس دَرَسوا فعلًا ما يدخل في تخصصاتِهم.  هذا غير الاجتماعات التي تُنصَبُ لتلقيمِ وتلقينِ ما يجبُ أن يقوله أعضاء هيئاتِ التدريسِ لما تَجلسُ معهم السيدة جَودة هانم كاف. طوارئ، ولا صوتُ يعلو فوق صوتِ المعركةِ، كُلُه مُسخرٌ للزيارةِ الساميةِ، ورضا الإدارةِ لمن يشتركُ معها في الترتيباتِ والتضبياطاتِ، ونَفَع وستَستَنفعُ. 

لا ننكرُ أن مجهوداتٍ بُذِلَت لتطويرِ البنيةِ التحتيةِ بالكلياتِ الطامحةِ في الحصول على الجودةِ والاعتمادِ، فدوراتُ المياه يُمْكِنُ  دخولُها في حالةِ وجودِ مياه، والنظافةُ حصلَت وليتها تستمر لما بعد زيارةِ السيدة جودة هانم. لكن خارج إطارِ البنية التحتية، أي العمليةُ التعليميةُ والإداريةُ لم ينصلحْ الحالُ، إن لم يكن ساءَ. فمن الناحية الإدارية أدت انتخابات الإدارات الجامعيةِ إلى الشلليةِ والتحزُباتِ وكَهربة أجواء العمل، من ليس معي هو ضدي، وظهَرَ ببجاحةِ خبراءُ النفاقِ، ما بين مشاركةِ في الدعاياتِ الانتخابيةِ، أو الحَليطةِ في الفاضيةِ قبل المليانةِ، ومفيش مانع من إضافة أسماء البعضِ من الإدارةِ في أبحاثٍ لم يساهموا فيها، ولو كانت فشنك كالمعتاد، لكنه فن النفاقِ، في الجامعاتِ أيضًا مع الأسف. كم من الأقسامِ يترأسُها العميدُ فعلًا، تاركًا الاسم لرئيس القسمِ؟! 

أما العمليةُ التعليميةُ والبحثيةُ ففيها من المثالبِ الشئُ الكثيرُ، من أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ من يُدَرِسون في غيرِ تخصصاتِهم العلميةِ وكأن مرحلة البكالوريوس سداح مداح، وأن الجامعةَ لا تعدو كونها مجموعةً من أساتذةِ الكشكولِ، يدخلون أي مادة ويفهمون في كل شئ، منتهى الإهدارِ لكلِ ما يتصلُ بالعمليةِ التربويةِ والتعليميةِ.  الدراساتُ العليا والبحث العلمي، حالُها حالٌ، والشاهدُ الدورياتُ العلميةُ المتواضعةُ آلتي تصدرُها الجامعاتُ وتنشرُها بالمقابلِ دورُ نشرٍ أجنبيةٌ تتبرأُ صراحةً من محتواها!! فلوسٌ مُهدرةٌ في مقابل المنظَرة!! أما الدراساتُ العليا والتسجيلُ للدرجات العلمية فنفس الابتلاءِ، انتهاكٌ للتخصصاتِ العلميةِ، من متخصصٌ في ماذا، مش مهم.  

طبعًا البرامجُ الخاصة بالجامعاتِ، جامعةٌ داخل الجامعة، قواعدٌ مختلفةٌ، وأعضاءُ هيئاتِ تدريسٍ يُختارون بعينِهم، دون غيرهم، فلوسُهم من ناحيتين، من التدريس أبو بلاش لطلاب التعليم المجاني، ومن التدريس لطلابِ الخاص الحكومي، واضرب دماغك في الحيط يا مفقوع.  وهناك من يَنصَبُ اهتمامُهم على التدريس أبو فلوس، ولو كانوا من إداراتِ الكلياتِ، تدريسٌ وهميٌ إشرافيٌ في التعليم المجاني، وبالساعاتِ في الخاص الحكومي.

وخد عندك، حتى التدريس لمن هم فوق السن في مرحلةِ البكالوريوس للبعضِ دون البعض، طبعًا الحجة الفاضية هي أنها قراراتُ مجالسِ الأقسامِ، وكأن الكلياتِ بلا سياسة عامة!! 

كلُ الكلياتِ المتقدمةِ للحصولِ على الاعتمادِ في سلةٍ واحدةٍ، نفسُ الممارساتِ والمهرجاناتِ استقبالًا لزيارة السيدة جودة هانم البيرقدار كاف، طبعًا، أعضاءُ هيئاتِ التدريس والموظفين والطلاب سُذَجٌ ومش فاهمين، ومُصدِقين أن المهرجاناتِ ستستمرُ لما بعد الزيارة، وستبقى قصاري الزرع!! الجودة فعلًا فيها منفعةٌ للإداراتِ، وسيلةُ انتشارٍ ومن يعرفُ ما هو آتٍ في قادمِ الأيامِ. 

التعليم العالي وغير العالي، تحكمهُما نفس الوجوه من عشرات السنين، إبيضَ الشَعرُ، ولا يزالون في نفس الفيلم العربي الأبيض وأسود، نفس الحركات، ونفس ورش العمل، ونفس الكلمات، ونفس الإبعاد والتقريب!!


الست جَودة لا تَرى غير ما يُراد لها، وللأسف، هل أتساءل سَبوبة من هي؟! الله الله يا ست،،

الساكتُ والعميان عما يرى شيطانٌ أخرس، تُرى من أقصد؟ نفسي؟


Twitter: @albahary 

الجمعة، 18 أبريل 2014

مِحلِبياقوش ...

السيد رئيس الوزراء الجديد شعلة نشاط، متعه الله بالصحةِ والعافيةِ، ومن فرطِ طاقتِه الزائدةِ  قرَرَ توسيعِ مداه، وأدخلَ نفسَه وصيًا على ما يُرى ويُشاهَد، ومن يدري قد يٓدخُلُ في أكلِ الناس وشربِهم.  لقد أمَرَ سيادتُه بإيقافِ عرضِ فيلمِ حلاوةِ روح حتى تبتُ الرقابةُ فيه من جديد.  لا أدافعُ عن الفيلمِ ولا يهمُني أمرَه، لكني أعنى بحريةِ الرأي والفكرِ، في السياسةِ، في الفنِ، في الاقتصادِ، في كلِ ما تتطلبَه الحياةُ من إعمالِ عقلٍ واختلافِ.  


السيدُ رئيس الوزراءِ أحبَ لعبةَ الإعلامِ والظهورَ، ودخلَت دماغَه كلماتٌ تصورَ إنها في صالِحِه، ناسيًا أنها سِلو من ينافقون باحترافٍ كلَ شاغلِ كرسي، وبنفسِ الاحترافِ ينقلبون عليه بمجردِ كسرِ رجلِ الكرسي. هَوى السيد مِحلِب الافتتاحات والشوهات، وملأ الشاشات، وهو يسيرُ سريعًا على طريقِ سابقيه من الذين زُغلِلَت أعينَهم من شدةِ الإضاءةِ. مصر غارقةٌ في المشاكلِ وتفرَغَ سيادتُه لمنعِ فيلمٍ لم يُشاهَدْ ولم ينجحْ، المهم على ما يبدو أن تكونَ الكاميراتُ على وجهِ سيادتِه راصدةً لتحركاتِه ولفتاتِه وهمساتِه ولمساتِه.  

المنعُ اعتداءٌ على الحقِ في الاختيارِ الحرِ، ألم نقفُ للمنعِ في الانترنت؟ بنفسِ المنطقِ نرفضُ المنعَ السيادي، لأنه بطشٌ واستغلالٌ للسلطةِ. هل تمكن السيد رئيس الوزراء من القضاءِ على بلطجةِ الباعةِ الجائلين في رمسيس، في وسط البلدِ بالقاهرةِ والإسكندرية والمحافظات، في شارعي حسن المأمون والطاقة بمدينة نصر، وغيرها وغيرها، بالإضافةِ لسرقةِ التيار واحتلالِ الشوارعِ بالمقاهي والمعارض؟! السيد رئيس الوزراء نسى أن بمصر شعبًا يستطيع أن يفكر ويختارَ ويقاطعَ ما لا يعجبه، لماذا لا يمنع السيد رئيس الوزراء الأغنياتِ الهابطةَ في سيارات السرفيس ومحلات العصير؟

السيد رئيس الوزراء، ليتك تُرَكِز، هل تغازِلُ أحدًا ما؟ اليوم منعت فيلما تافهًا ونزلت بمقامِ رئيس الوزراءِ لمستواه، ماذا ستمنع غدًا، مقال؟ صحيفة؟ أكلة؟ ما رأي سعادتك في الملوخية كما مَنعها سابقك قراقوش؟


Twitter: @albahary 

الاثنين، 7 أبريل 2014

الخِنيسُ والفيسبوك ...


خَنَسَ في اللغةِ تَعني تأخرَ أو اِختَفى، والخِنيسُ هو من يَتأخرُ أو يَختَفي.  في اللغةِ الشائعةِ الدارجةِ الخِنيسُ ليست إذن بالصفةِ الجيدةِ، هي تَدُلُ على الشخصِ الذي يَخفي مَظهرُه الُمخادِعُ ما يُبطنُ من شرورٍ. الخنيسُ يَكذبُ ويُضلِلُ ويَغِشُ ويُدبرُ المكائدَ ويَتَصيدُ ما ليس له، يجري على كلِ شئ جري الوحوشِ، كلُه تحت قناعٍ من الأدبِ والحكمةِ والهدوءِ. أما فيسبوك فقد أصبحَ الوسيلةَ الأمثلَ للغشِ الاجتماعي والسياسي والمهني، تَحَولَ من تقريبِ من طالَت عليهم المسافاتُ إلى أداةٍ لمن يَخْنِسون، خاصةً على من لا يَرونَهم ولا يَعرِفون حَقيقَتِهم.  

فيسبوك لم يُغَيِرْ شعرةً في الولايات المتحدةِ الأمريكيةِ وأوروبا وأسيا، حافظًا لمركزِه وحدودِه، لكنه في الدولِ المُنغَلِقةِ ظَهَرَ كبديلٍ عن التواصلِ الحقيقي، أصبحَ لسانَ من  يَعجَزُ عن المواجهةِ، ومن يريدُ إخفاءَ حقيقتِه. كم من فتياتٍ وفتيانٍ انضَحَكَ عليه من خِنيسي فيسبوك، وكم من سياسيين َركَبوا فيسبوك وظهروا مُصلحين وُعاظًا، ناصِحين وآمِرين ناهين، انخَدَعَ فيهم الملايين واِنجَروا.  في كلِ مجالٍ هناك خِنيسون، في العملِ والإعلامِ والسياسةِ والرياضةِ والمجتمعِ، مَهتُهم أسهلُ وأيسرُ مع فيسبوك وتويتر وغيرها من مواقعِ الخِداعِ الاجتماعي والوظيفي والسياسي، وما من واقٍ من غِشِهم إلا بالحذرِ والتيقنِ، وبالتجمعاتِ الموثوقةِ، ما هي على فيسبوك وما هي بالاتصالِ الحقيقي وهو الأهم.    

بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ أظهَرَ الإعلامُ وفيسبوك وتويتر وجوهًا، لم تكن مَعروفةً، اِستفادَت من الاِضطرابِ السياسي، واستخدَمَت كلَ ما هو متاحٌ لها، بإيعازٍ من آخرين أو من تلقاءِ نفسِها، لإحداثِ فورانٍ في الشارعِ. لما نَجَحَ فيسبوك وتويتر والإعلامُ أيقَنَ كثيرون أنهم وسيلةَ انتِشارٍ  ودعايةٍ وتَغلغُلٍ وتعبيرٍ؛ شاعَت كلمةُ تويتة، للدلالةِ على كلمةٍ قصيرةٍ على تويتر لا تزيدُ عن ١٤٠ حرفًا، والتَصَقَت بمن يعجزُ عن التواصلِ الحقيقي فيكتبُ ولا من شافَ ولا من دَرى. هَرَبَ كثيرون أو اختفوا ولم يعدْ من أثرٍ لهم إلا تويتاتٍ وكلامًا على فيسبوك. وبنفسِ منطقِ الهروبِ، الكلامُ في الهواءِ، للخداعِ والظهورِ بمظهرٍ غير المظهرِ وبلسانٍ غيرِ اللسانِ وبأخلاقٍ غيرِ الأخلاقِ.  

الخِنيسُ ظريفٌ جدًا، حَبوب بالقوي، ثَوري نار، فَصحيح لِبلب، لكن واقعَه  عِفِش، ولا مؤاخذة، وحقيقَتَه هباب، برضه ولا مؤاخذة، إنهم كُثرُ، هم ثَعابين هذا الزمن وعَقارِبُه. هل تذكرون فيلم الجبان والحب، ليس كل من يُحِبُ جبانًا، وأيضًا، ليس كلُ من يَدخلُ على فيسبوك وتويتر خِنيسًا، الاحتياطُ واجبٌ، ولا يُلدَغُ مؤمنٌ من ُجحرٍ لُدِغَ منه جارُه أو صديقُه أوقريبُه،،




نُشِرَت بجريدة روز اليوسف يوم الاثنين ٧ إبريل ٢٠١٤










Twitter: @albahary      


الجمعة، 21 مارس 2014

رَمادي ...



كما نعرفُ جميعًا، الرَمادي هو اللون الذي يقع بين الأبيض والأسود، ثم ماذا؟ الرَمادي هو ما لا لونَ له، لا أبيضَ ولا أسودَ، بَين بَين، لونٌ مُترِبٌ، غائمٌ؛ أبيضُ النهارِ للعملِ والنشاطِ، سوادُ الليلِ للراحةِ، الرمادي لا هو راحة ولا هو نوم. في بني أدم نفس الكلام، شخصٌ رمادي، شخصٌ غير واضحٍ، مُسَطَح، أملَس، آراؤه في المنتَصَف، تَنفع كده وكده، لن يُمسَكَ عليه رأيٌ أو موقفٌ، المهم عنده ألا يواجه، نشاطُه من تحت لتحت، مقالبٌ وزُنَب ونذالة.  

ما يَمرُ به البلدُ الآن لم يُظهرْ  إلا وجوهًا رَماديةً، على كافةِ المستوياتِ، فلانٌ يُبدي رأيًا، ويَلحَسُه لما يُنتَقدُ، البياناتُ لم تكنْ دقيقةٌ،  الحجة الآزلية.  نُعيدُ الحرسَ الجامعي أم لا، للشخصِ الواحدِ وجوهٌ عِدة، لكلِ مكانٍ وزمانٍ لسانٌ!! عالمٌ زِئبَقيةٌ، "مِزَفلطة"، لا مَسكةَ لها، هكذا يَتَصَوَرون.  نَفسُ الحالِ، في الجامعاتِ، تعليمٌ ما يَعلمُ به إلا ربُنا، أعضاءُ هيئةِ تدريسِ يُدَرِسون في غير تخصصاتِهم، بَغبَغة والسلام، طلابٌ يَستَقوون على المؤسساتِ التعليميةِ، إداراتٌ تتناومُ وتتغافلُ عن التردي في مقابلِ إعادةِ انتخابِها، المهم بعد ده كله يتحدثون عن الجودة!! جودة فيه إيه بالضبط؟! مناخٌ عَبثيٌ زائفٌ، لكنه مكشوفٌ، مُخادِعٌ غيرُ خادِعٍ،  ومع ذلك فيه مستمرون!! طبعًا التعليمُ في المدارسِ مكانُه تحت أي عنوانٍ غير التعليم، ممكن أريد حلًا، أو إبحث مع الشرطةِ، او غرائب الطبيعة، حاجة كدة.  

دَعمٌ أم لا دَعم؟ حد أدنى للمرتباتِ أم حد أعلى؟ أزمة الكهرباء، في يوم؟ في شهر؟ في سنة؟ العيش، وفي قولٍ أخر الخبز؟ كلُ مسؤولٍ وشاغلِ كاميرا وظروفُه، لا تنتظرْ إجابةً. فلانٌ النهاردة يمين وبكرة شمال، بشنب ومن غير شنب، بذقن ومن غير ذقن، ببدلة وبجلابية، ببنطلون وبشورت، المهم أن يظلَ في الصورةِ، على كرسي، أي كرسي. زمن الرَمادِيات للرَماديين، موسى في الظاهرِ وفرعون إبن فرعون في الحقيقةِ، ولكلِ فرعونٍ خُدامُه من الرَماديين، رَماديون في بعض، والطيورُ على شاكلتِها واقعةٌ!! في السياسةِ، في الجامعاتِ، في الإعلامِ.  ممكن أقول حاجة وأجري على الله؟ من لهم لونٌ هم من يخرجون عن القطيعِ، من يختارون لونًا، غَيرَ الرَمادي. 

بمَبي بَمبي بَمبي، لأ لأ،  ليس الآن، رَمادي رَمادي رَمادي،،


Twitter: @albahary  

الأربعاء، 19 مارس 2014

حفلة الأوسكار ال86 – ليلة صاخبة لم تحسم التساؤلات

عند صعوده إلى المسرح للمرة الثانية لتسلم جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "جاذبية" من كل من أنجلينا جولى وسيدنى بواتييه وجه ألفونسو كوارون الشكر إلى بطلته المرشحة لجائزة أفضل ممثلة ساندرا بولوك واصفآ إياها بمصدر الجاذبية والثقل فى فيلمه وختم حديثه القصير بالثناء على جميع أفراد طاقم عمل الفيلم فى كفاحهم نحو تتويج الفيلم ب7 جوائز أوسكار فى هذه الليلة إلا أن مشاعر النشوة التى نثرها كوارون على طاقم فيلمه سرعان ما تبددت حينما أعلن ويل سميث فوز "12 سنة عبد" بجائزة أفضل فيلم معيدآ إلى الأذهان ما حدث العام الماضى حينما فاز فيلم "أرجو" لبن أفلك بجائزة أفضل فيلم وحصد أنج لى جائزة أفضل مخرج. 
ألفونسو كوارون 

Alfonso Cuarón




كما فاز كوارون بثانى أوسكار شخصى مناصفة مع مارك سانجر فى المونتاج فازت كاثرين مارتين بجائزتى أوسكار فى  الديكور مناصفة مع بيفرلى دان   وفى تصميم الملابس عن فيلم "جاتسبى العظيم" الذى إفتتح مهرجان كان 2013 فى حين افتتح "جاذبية" مهرجان فينيسيا فى نفس العام.

حصد الحصان الأسود لجوائز هذا العام فيلم "نادى مشتريى دالاس" ثلاث جوائز أوسكار من ضمن خمسة ترشيحات كأفضل ممثل لماثيو ماكونوهى عن دوره كمريض بفيروس نقص المناعة إلى جانب تقدير الأكاديمية لعودة جاريد ليتو الممثل المساعد فى الفيلم بعد غيبة أربع سنوات منذ آخر أفلامه وبالإضافة إلى جائزة الماكياج.

فى المقابل خرجت جميع الأفلام التى تتناول مواضيع أمريكية صرفة خالية   الوفاض مثل "نبراسكا" لألكسندر باين و"ذئب وول ستريت" لمارتن سكورسيز وخاصة "الاحتيال الأمريكى" لديفيد أوراسل والمرشح لعشر جوائز أوسكار مكررآ بذلك السيناريو الذى حدث مع فيلم "عصابات نيويورك" لمارتن سكورسيز عام 2002.

تفوقت كيت بلانشيت على نفسها هذا العام تحت إدارة العبقرى وودى ألان فى فبلم "الياسمين الأزرق" النسخة السينمائية لمسرحية تنيسى ويليامز "عربة إسمها الرغبة" مبددة آمال ساندرا بولوك فى التتويج بالأوسكار لثانى مرة بعد أن كانت المراهنات رجحت فوزها فى الساعات الأخيرة قبل إنطلاق الحفل مع وجود طاغى لجودى دنش رغم تخلفها عن الحضور.

لوبيتا نيونجو

Lupita Nyong'o

إستطاعت الكينية لوبيتا نيونجو كسر حظوظ تفاحة هوليوود جنيفر لورانس وإقتنصت جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "12 سنة عبد" فى أول ظهور لها على الشاشة الفضية وكان لافتآ تجاهل جون ريدلى كاتب السيناريو الفائز بالأوسكار عن نفس الفيلم توجيه الشكر لمخرج الفيلم ستيف ماكوين الذى قام بدوره عند تسلمه جائزة أفضل فيلم بتوجيه الشكر لبراد بيت أحد منتجى الفيلم وتجاهل وجود جون ريدلى تمامآ.

فى حين ذهبت جائزة أفضل سيناريو أعد للسينما مباشرة وتحيطها علامات الإستفهام من كل جانب إلى مخرج فيلم "يخصها" سبايك جونز حيث نال هذا العمل العديد من المجاملات ليس أقلها تتويج بطلته صوتيآ سكارليت جوهانسون بجائزة أفضل ممثلة فى مهرجان روما الذى ترأس لجنة تحكيمه الأمريكى جيمس جراى خلافآ لكل المعايير المتفق عليها.

وعلى رغم تجاهله فى مسابقة كان 2013 نال الفيلم الإيطالى "الجمال العظيم" جائزة أفضل فيلم أجنبى برغم وجود الفيلم البلجيكى "إنهيار الدائرة المكسورة".
                                                                     


بقلم أيمن فتحى

       


Twitter: @albahary