السبت، 21 يونيو 2008

عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ



التعليمُ تربيةٌ، ليس مجرد كتبٍ يُحشرُ بها عقلُ الطالبِ، في مرحلة المدرسة أو الجامعة. التربية أساسُها احترام المؤسسة التعليمية، القائمين عليها، نظمها، قيودها، ممنوعاتها. بقدر ما يحترم الطالب المؤسسة التعليمية تسمو أخلاق المجتمع. مقدمة تقليدية يفترض أنها من البديهيات، لكن أين ومتي؟
في مجتمع فقد هويته، وفي زمن ساد فيه من لا يؤتمنون، تكون البديهيات التربوية مما يجهل في معظمه وينكر أغلبه. الطالب يتعدي علي أساتذته بمباركة من بيئة محيطة في الأسرة والمجتمع والنظام ولو كان العكس هو ما يدعي، ولو كان التباكي علي الأخلاق بدموع التماسيح يُسيُلها أنهاراً. الطالب يتعدي علي المؤسسة التعليمية بما ترمز له من احترام للأكبر وتوافق مع النظام العام، التشاتم والتشاجر يصيرا اللغة الرسمية في التعاملات، في السياسة، التجارة، الإعلام، الرياضة، المدارس والجامعات.
الطالب يُحرم من ممارسة حقوقه السياسية، من التعبير عن رأيه، يُقمع، لكن في المقابل يكون التزلف إليه، كسب وده، علي حساب الأخلاقيات الواجبة في المؤسسات التعليمية، خطأه يكون طيشاً ولا بد من مراعاة سنه، نفس السن التي يبطش به فيها لو تجرأ في السياسة، علي أهل السلطة والحكم!! ومع شغل الكراسي بمن يبدون الولاء ولو كان زائفاً ومن ينافقون بكل نفس فيهم، تهون كثيرٌ من الأخلاقيات، هم يقفون مع الطالب ومن يساندونه علي المؤسسة التعليمية، مصلحتهم الهم الأعظم، الأخلاقيات ليست شاغلهم، هدم المجتمع لا مكان له في مساحة همومهم.
يستحيل أن يتقدم مجتمع والبقاء علي الكراسي بكل السبل هوالشغل الشاغل، في كل المجالات، علي كل المستويات؛ من يستحوذ عليه الكرسي لا تشغله أخلاقيات. نظامٌ يريدُ إدامةَ الاستمرارِ لن ينتقي إلا من يحققون غاياته، أياً كانت خلفياتهم وسوابقهم، ولو داسوا علي اساسيات التربية في المؤسسات التعليمية، ولو حرضوا علي انتهاكها وتباهوا،،

ليست هناك تعليقات: